بدء عمليات نقل السكان..مصيدة الموت في الفاشر ودعوة لإطلاق عملية شريان حياة لإنقاذ السكان

أفادت إدارة معسكر أبو شوك للنازحين في مدينة الفاشر يوم الثلاثاء بوقوع 50 قتيلاً و97 مصاباً جراء القصف الذي نفذته قوات الدعم السريع على المعسكر خلال الشهر الماضي.

في السياق ذاته، أعلنت الفرقة السادسة مشاه في الفاشر أن الجيش تمكن من صد هجوم لقوة من الدعم السريع تتكون من 15 عربة، كانت تحاول التسلل إلى المدينة من الجهة الجنوبية الشرقية.

وقد أسفر التصدي لهذا الهجوم عن تدمير 10 عربات من قوات الدعم السريع، بالإضافة إلى مقتل عدد من أفرادها.

فرار 530 أسرة من محلية ام كدادة

في الوقت نفسه، أعلنت منظمة الهجرة الدولية عن نزوح 530 عائلة من قريتين، بالإضافة إلى إصابة 3 مدنيين جراء قصف مدفعي نفذته “قوات الدعم السريع” على معسكر “أبو شوك” للنازحين في ولاية شمال دارفور. وقد ذكرت المنظمة في بيان لها أن 530 عائلة قد نزحت من قريتي “أبو حميرة” و”الركب” في منطقة أم كدادة خلال الفترة من الأول إلى السادس من أبريل الحالي، بسبب تفاقم انعدام الأمن. كما أشار البيان إلى أن النازحين انتقلوا إلى مواقع أخرى داخل نفس المنطقة، بينما لا يزال الوضع متوتراً ويفتقر إلى التوقعات بشأن المستقبل.

في هذا السياق، أفادت قوات تحالف تأسيس المألفة من الحركات المسلحة (حجر والهادي وصندل) والدعم السريع بأنها واصلت للثالث يوم على التوالي في ترحيل وإجلاء الأشخاص الفارين من القتال في الفاشر ومخيمات النازحين المجاورة. وذكرت أن قواتها تمكنت من إخلاء أكثر من ألفين ونصف من النازحين خلال هذا اليوم إلى أماكن آمنة، وفقًا لما ذكرته.

نداء للمنظمات الدولية لرفع الحصار وتسهيل إدخال المساعدات

في سياق متصل، أدانت شبكة أطباء السودان عمليات القتل الجماعي التي تمارسها قوات الدعم السريع ضد المدنيين في معسكرات النازحين ومناطق تجمع المدنيين في مدينة الفاشر، وذلك نتيجة القصف المتعمد وتطبيق الحصار عليهم ومنع دخول المساعدات الإنسانية إلى المدينة.ورأت الشبكة في بيان لها أن ما يجري هو حملة إبادة جماعية تستهدف المدنيين من خلال منع وصول الغذاء والدواء إلى مدينة الفاشر، فضلاً عن استخدام القصف المدفعي والطائرات المسيرة في عمليات القتل، وحرمان المواطنين من عيش حياتهم بطريقة طبيعية، بالإضافة إلى الانتهاكات التي تتعرض لها القرى التي تقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع وتهجير سكانها.دعت شبكة أطباء السودان في بيانها المنظمات الدولية والإقليمية إلى العمل على إنهاء الحصار المفروض على المدنيين وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية عبر شرايين الحياة لإنقاذ أكثر من 250 ألف طفل يتألمون نتيجة الأعمال الإجرامية التي ترتكبها قوات الدعم السريع في ولاية شمال دارفور.

ما بين المغادرة والبقاء ..اين المفر ؟؟

في إطار ردود الفعل على دعوة سكان الفاشر لمغادرة المدينة، دعا أبو القاسم إمام الحاج، رئيس حركة تحرير السودان – الثورة الثانية، المواطنين في مدينة الفاشر، وخاصة الأسر والأطفال وكبار السن، إلى مغادرة المدينة فوراً إلى مناطق أكثر أماناً، تفادياً للمخاطر الناجمة عن التدهور السريع في الوضع الأمني. حيث تعاني المدينة من حصار خانق من جميع الاتجاهات، وتحولت إلى ساحة مفتوحة للعمليات العسكرية. وأكد أبو القاسم، وهو عضو في تحالف تأسيس الذي يضم الدعم السريع، أن بقاء المدنيين داخل الفاشر في هذا الظرف يشكل خطرًا كبيرًا على حياتهم وسلامتهم. ومع ذلك، عارض الدكتور محمد زكريا، الناطق الرسمي باسم حركة العدل والمساواة، هذا النداء بشدة.قال محمد زكريا في مقابلة مع راديو دبنقا إن النازحين في معسكرات النزوح في الفاشر قد تركوا أماكنهم بسبب الانتهاكات التي ترتكبها قوات الدعم السريع نفسها، مما يقوض الأسس التي تستند إليها الدعوات التي تطالب الضحايا بالانتقال إلى مناطق تخضع لسيطرة الجاني والمجرم، بحسب تعبيره. واعتبر زكريا هذه الدعوات بمثابة اعتراف بالمشاركة في الجريمة من قبل ما أسماهم حلفاء الدعم السريع.