الفنون والتراث

نصائح الأدباء المبدعين للأجيال الشابة: دروب الكتابة الإبداعية وآفاقها

نصائح الأدباء الذين أمضوا زمناً طويلاً في ممارسة الكتابة الإبداعية إلى الأجيال الشابة السالكة دروبَ الأدب حديثاً، في مؤداها

حديث الذات المرتد إلى تجربة خبرها الأديب و استجمع خلاصتها. ليس خطاباً أبوياً، ويرتفع كذلك عن الأسلوب الوعظي بما يتضمنه من إشارات و إيحاءات

تجاوز بها الأديب عثرات أو محذورات نتيجة اندفاعه. منها جزء من وصف تجربته، و الأبعد شوطاً، هو ما يأمل فعله لو عاد به الزمن.

قد تأتي هذه التجارب موجهة بشكل مباشر، ك وصايا عبد الحميد الكاتب للكتاب، أو تلك الوصايا المنبثة في «كشاكيل» الأدباء وكتبهم.

طريقة الشعراء

الشعراء لهم طريقتهم الخاصة التي يعبرون بها عن رؤاهم و فهمهم للشعر. من ذلك تسمع شقشقة اللغة وجدال العقل ورفيف الروح

مزيج معبر، و تهويمات شبيهة بأحلام اليقظة؛ ذلك إن كانوا يعبرون شعراً عما تعنيه لهم القصيدة.

أما عندما يتوجهون ب خطابهم إلى مريديهم من الشعراء الشباب، فيصبح حديثهم مباشراً واضحاً؛ بأسلوب قريب من المدرسي التعليمي و إن كان لا يخرج عن نطاقه الشعري الإيحائي.

الشاعر النمساوي راينر ماريا

فنثراً، على سبيل المثال، كتب الشاعر النمساوي راينر ماريا ريلكه أوائل القرن الماضي رسالةً إلى شاعر مبتدئ ينبه إلى اكتشاف ما في نفسه من كنوز

والتي يقول فيها: «كل ما حولك؛ كل ما تراه في حلمك من صور؛ كل ما في زوايا ذاكرتك هو ملك لعينيك.

أما إذا ما بدا لك أن حياتك اليومية فقيرة جدباء فلا تلمها، بل لم نفسك أنك لست الشاعر الذي يستطيع أن يكتشف ما فيها من غنى».

نصائح بالقول الشعري

إلى الشاعر الشاب»أما النصيحة بالقول الشعري، فتذهب إلى الاختزال و الومض بالفكرة المراد إيضاحها مع شيء من المباشرة

كما في نص الشاعر الآيرلندي رونالد ستيوارت توماس «إلى الشاعر الشاب»

التي ينطلق في وصاياه من المرحلة الذهبية للروح في تعبيرها الشاطح، والمتوهج:«في الأعوام العشرين الأولىستكون في طور النمو الجسمي

بالطبع لم تولد لتكون شاعراً منذ البداية ولكن في السنوات العشر القادمة ستحصد من تجربتك المبكرة وستظهر بابتسامة متكلفة لتغازل عروس الشعر بوقاحة».

بمحدد العمر، يمضي الشاعر في وصاياه، وكأن هناك تلازماً بين نمو الخبرة الشعرية والتقدم في السن؛

لذا تحظى مرحلة «منتصف العمر» باهتمام الشاعر كونها تستدعي التأني في الاندفاع والمراجعة

مع قليل من التردد. بالإضافة إلى ما تقدمه القصيدة من معالجة عاطفية و وجدانية لمتاعب الروح في تلك المرحلة

:«ومن الأربعين و صاعداً تتعلم من الحذف و النتوءات في القصائد التي تكونت بين يديك القاسيتينكيف

تنظم بمهارة الأجزاء في القصيدة الغنائية او السونيتة بشكل اعتباطيفي حين يعزز الزمان حافزاً جديداً يخفي جرحك من قصائدكومن جسارة الناسأصحاب الفضول».

مصدر الخبر https://aawsat.com/

ذات صله https://pantsudan.com/2097/

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى